:: إلى من نسى أنه غريب !! ::

الحمد لله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
أما بعد ..

أخي الحبيب ..
يا من اخترت الله واليوم الآخر ..
قصَّرت ثوبك .. أطلقت لحيتك .. تشبهت بخير الخلق ظاهرًا وباطنًا ..
خالفت موروثات الآباء البالية .. وتسنمت مركب القرآن والسنة بفهم سلف الأمة ..
قرأت القرآن .. أحييت الليل .. تصدقت .. تعلمت العلم .. دعوت إلى الله .. جاهدت في سبيله ..
أخي ..
حبيبي ..
هل ..
تعلم ..
قدرك ..
عند ..
الله ؟؟

قال رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - : ( طوبى للغرباء ) !!
ولما سئل عنهم - صلوات ربي وسلامه عليه - قال : ( أناس صالحون في أناس سوء كثير ، من يعصيهم أكثر مما يطيعهم ) ..

.
.
.

أيها الغريب .. طوبى لك ..
إياك أن تنـزل نفسك بمكان لا يليق بها .. فأنت غريب !!
خلقك الله لنصرة دينه ولإعلاء كلمته ولرفع راية أوليائه ..
تجري في عروقك دماء الصحابة .. وتتردد في صدرك أنفاس الكتاب والسنة ..

انظر إلى نفسك أيها الغريب ..
تأمل ما أنت فيه من نِعَمٍ عظيمة ..
نعمة الاصطفاء .. نعمة الطاعة .. نعمة صفاء السريرة .. نعمة انشراح الصدر .. نعمة راحة البال .. نعمة جمع الهم .. نعمة علو الذكر .. نعمة شرف الهداية .. نعمة جلاء البصيرة .. نعمة حسن السيرة .. نعمة حب الخلق .. نعمة الهيبة .. نعمة العلم .. نعمة فهم القرآن وتدبره .. نعمة البكاء من خشية الله .. نعمة لذة الطاعة .. نعمة الرضا بالله .. نعمة الدعوة .. نعمة العقل .....
نِعَمٌ كثيرة لا تحصى .. لا يجدر بك - وأنت تتنعم بأغلبها - أن تضع نفسك في غير الموضع الذي يليق بها ..

لا يجدر بك أن تنام عن الدعوة .. أن تتكاسل عن الطاعة .. أن تركن إلى الدنيا .. أن تنخرط في حظوظ النفس وشهواتها .. أن تنسى !!
لا يجدر بك أن تنسى ..
أنك غريب !!

كتبه ناصر السنة
بارك الله فيه

» قصه غرام غريب